بروفايل | عبد الله وتد من جت.. أصغر بروفيسور بالطب في البلاد

بروفيسور عبد الله وتد (35 عاما) من جت المثلث، حصل على درجة بروفيسور كأصغر طبيب يحصل على هذه الدرجة بالبلاد، حيث شارك في كتابة 200 منشورة علمية وهو يواصل أبحاثه العلمية والطبية العالمية بمجال أمراض الروماتيزم.

بروفايل | عبد الله وتد من جت.. أصغر بروفيسور بالطب في البلاد

بروفيسور وتد يواصل أبحاثه العلمية والطبية العالمية في مجال أمراض الروماتيزم (عرب 48)

يواصل البروفيسور عبد الله إبراهيم وتد ابن جت المثلث أبحاثه العلمية والطبية العالمية في مجال أمراض الروماتيزم، بعد أن حصل، مؤخرا، على لقب درجة بروفيسور في الطب، وذلك تزامنا مع احتفاله بعيد ميلاده الـ35، وبذلك يكون أصغر طبيب في البلاد يحصل على درجة بروفيسور.

قبل 10 أعوام أنهى دراسة الطب في إيطاليا بدرجة امتياز، وعاد إلى البلاد ليواصل مسيرته المهنية والعلمية متدرجا في مسار العلم والمعرفة وعالم الاكتشافات الطبية التي ذاع صيتها عالميا، ليتنقل بين المؤتمرات العالمية، مشاركا بأكثر من 200 منشورة علمية في مجال الطب، ليترك بصمة كذلك في المؤلفات الطبية التي تدرس في الجامعات.

في خطى ثابته مفعمة بالأمل والتفاؤل، يواصل البروفيسور عبد الله الذي يتميز بالتواضع واحترامه للآخر وحفاظه على العلاقات الاجتماعية، في إنجازاته وعمله، متنقلا بين عياداته بمسقط رأسه وجامعة تل أبيب، حيث يعمل محاضرا بكلية الطب، وبذلك يكون أصغر محاضر بالطب في جامعات البلاد، إلى جانب ذلك، فهو نائب مدير القسم الداخلي ب واختصاصي أمراض "الروماتيولوجي" في وحدة "الروماتيولوجية" في مستشفى "شيبا".

منذ اليوم الأول لانطلاق مسيرته بالتدريب والعمل والبحث العلمي في "شيبا" كاختصاصي باطني برفقة البروفيسور هوارد أميتال مدير قسم "الأمراض الداخلية ب " في مستشفى "شيبا" ومدير معهد أمراض المناعة الذاتية، والبروفيسور يهودا شينفيلد، اختصاصي في معهد أمراض المناعة الذاتية، حدد البروفيسور عبد الله أهدافه، إذ باتت السماء هي الحدود لطموحاته وأحلامه وإنجازاته المستقبلية وسيرته الذاتية الممتدة على 36 صفحة.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" بروفيسور وتد حول سيرته الذاتية وطموحاته وأحلامه وإنجازاته المستقبلية.

بروفيسور وتد شارك في كتابة 200 منشورة علمية عالمية

"عرب 48": هل لك أن تحدثنا عن سيرتك ومسيرتك؟

وتد: أنا من مواليد بلدة جت المثلث، أبلغ من العمر 35 عاما، متزوج وأب لـ3 أطفال، درست وتتلمذت في مدارس البلدة، وبعد إنهاء دراستي الثانوية، سافرت إلى إيطاليا لدراسة موضوع الطب في جامعة جنوى، وبعد 6 سنوات أنهيت دراسة الطب بامتياز بعلامة كاملة 110، حيث عدت إلى البلاد وباشرت فترة التدرب في مستشفى "شيبا" والحصول على شهادة مزاولة مهنة الطب.

في تموز/ يوليو 2012، أنهيت دراسة الطب في إيطاليا، وفي أيلول/ سبتمبر من العام ذاته نجحت في امتحان مزاولة مهنة الطب، فيما باشرت في الأول من كانون الثاني/ يناير 2013 مسيرتي وعملي وتجاربي في "شيبا"، وعملي كمحاضر بكلية الطب في جامعة تل أبيب.

في العام 2014، بدأت التخصص بالأمراض الباطنية، واليوم أشغل منصب نائب قسم "الأمراض الباطنية ب" في شيبا، وبين الأعوام 2018 إلى 2019، حصلت على منحة وسافرت إلى بريطانيا للدراسة في جامعة ليدز لاستكمال البحث العلمي في موضوع دور مجموعة الخلايا (تي T)، في تطور أمراض الالتهابات في العمود الفقري (Spondylcarthritis).

كنت الباحث الأول عالميا الذي يكتشف وجود خلايا محلية بالنسيج الموصل بالعامود الفقري المسمى أنتزيس (Enthesis)، وقمت بعرض نتائج البحث بالمؤتمر السنوي الدولي لأمراض الروماتيزم الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد بمشاركة 200 باحث من جميع أنحاء العالم.

"عرب 48": ماذا يعني لك إغلاق دائرة أولى محطات البحث العلمي بغضون 10 سنوات؟

وتد: بعد اكتشافي الأول، عدت إلى البلاد في العام 2019 لمواصلة البحث والتخصص بأمراض الروماتيزم، إلى جانب ذلك وخلال 10 سنوات من مسيرتي المهنية شاركت في كتابة 200 منشورة علمية بمجالات مرموقة ومتعددة في عالم الطب، سواء في البحث العلمي الأساسي الذي تمحور بالبحث حول دور خلايا جهاز المناعة في تطوير أمراض الروماتيزم، وبالأخص الأمراض التي تصيب العامود الفقري.

بروفيسور وتد ضمن مجموعة من 30 باحثا من أنحاء العالم، التي تحدد التعليمات والإرشادات للأطباء لمعالجة مرضى الروماتيزم حول العالم

بينما المسار الثاني للبحث، كان يتعلق بأبحاث سريرية التي تتمحور حول نوع الأجسام المضادة وأمراض المناعة الذاتية وتأثيرها على حدة المرض.

"عرب 48": أي بصمة تركتها أبحاث واكتشافات البروفيسور عبد الله في عالم الطب؟

وتد: بسبب الابحاث والاكتشافات المهمة حول فهم أمراض الروماتيزم (SPA)، كالتهاب المفاصل بسبب مرض الصدفية، انخرطت اليوم ضمن مجموعة من 30 باحثا حول العالم، حيث نقوم بنشر النصائح والإرشادات والتعليمات للأطباء والمختصين بأمراض الروماتيزم حول العالم، حيث تتعلق التعليمات بكيفية علاج هذه الأمراض، ومنع تطور وتفاقم التهاب المفاصل بسبب الصدفية.

ساهمت من خلال أبحاثي واكتشافاتي العلمية والطبي بالمشاركة في كتابة وتأليف الفصل رقم 118 بالكتاب الرسمي للتخصص بأمراض الروماتيزم الذي يدرس في جامعات ومستشفيات البلاد، وتناول الفصل الذي قمت بتأليفه مشاكل النسيج الموصل العامود الفقري (أنتزيس)،

وبعد مسيرة امتدت على عقد من الزمن وتحديدا في كانون الثاني/يناير 2023، حصلت على درجة بروفيسور، وذلك كأصغر طبيب يحصل على هذه الدرجة في البلاد.

"عرب 48": بظل هذه الاكتشافات والإنجازات، ما هي الجوائز العلمية التي حصلت عليها؟

وتد: حصلت على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية، عن أبحاثي، إذ شاركت في تأليف وكتابة 10 فصول في كتب عالمية حول أمراض المناعة الذاتية. كما شاركت في عشرات المؤتمرات الطبية الدولية تتعلق بأمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية.

إلى جانب ذلك، أعمل محاضرا في كلية الطب في جامعة تل أبيب، وقمت بإرشاد ومرافقة عشرات طلبة الطب خلال إنجازهم البحث النهائي في دراساتهم الجامعية.

في العام 2014 حصلت على جائزة أفضل باحث مختص في الأمراض الباطنية من اتحاد الطب الباطني في البلاد، وفي العام 2015 حصلت على جائزة البحث العلمي العالمي المتميز (شيلبي)، وفي العام 2016 نلت جائزة أفضل مرشد لطلبة الطب للأمراض الباطنية من جامعة تل أبيب، وفي ذات العام نلت أيضا جائزة البحث العلمي المتميز من قبل الملتقى السنوي للأبحاث بأمراض المناعة الذاتية في مستشفى "رمبام" في حيفا.

وفي العام 2017 حصدت جائزة الباحث التميز من قبل اتحاد الأطباء العرب في البلاد، وفي العام 2018 حصلت على منحة لاستكمال البحث العلمي بأمراض الروماتيزم، حيث حصل 5 أطباء فقط من حول العالم على هذه المنحة.

"عرب 48": كيف يتم التعامل مع أصغر طبيب نال درجة بروفيسور؟

وتد: غالبا ما كان هناك حالة من المفاجأة من كوني طبيبا باحثا ومختصا وأيضا بروفيسور في هذا الجيل الشاب والسن الصغير، حتى عندما كنت أذهب للمشاركة في مؤتمرات دولية، كانت حالة من الاستغراب لدى المشاركين عندما اعتلي المنصة لاستعراض محاضراتي.

كنت أرى ملامح الاستغراب على وجوه المشاركين، لكن ما هي إلا دقائق ومع بدء محاضراتي تتغير الملامح إلى الاهتمام، والإعجاب، والإنصات والتقدير لما أقدمه، بل في أحد المؤتمرات العالمية ظنوا إنني مشاركا ومن بين الحضور وليس المحاضر الرئيسي.

حتى خلال معايدتي للمرضى وعندما كنت أقدم نفسي للمريض وعائلته على إنني الطبيب المختص، كانت حالة من الاستغراب لديهم، لكن من خلال التعامل باحترام والتواضع أولا، ومن ثم التعامل بمهنية وإرشاد، كانت الصورة تتغير لديهم، حيث لا يوجد أي تهاون في مستوى الأداء والخدمة الطبية، وكذلك الجدية في عرض المحتوى بالمؤتمرات والمحاضرات، وهذا يمنح من تتعامل معه أو تقدم له العلاج أو حتى المحاضرات والمؤتمرات الثقة بك، وبقدراتك وعلمك ومعرفتك رغم جيلك الصغير.

"عرب 48": لماذا اخترت الإبحار في العلم والمعرفة بمجال الطب؟

وتد: منذ البداية حددت هدفي بالتميز والإبداع نحو الاكتشافات، لذا اخترت الالتحاق في مستشفى شيبا الذي يعتبر من أكبر المستشفيات في الشرق الأوسط والعاشر عالميا، لاحظت أن هناك صعوبات وتحديات في التميز على الصعيد المهني، رغم ذلك قبلت التحدي وخضت غمار العلم والمعرفة والعمل في "شيبا"، حيث كان هناك حاجة وضرورة لاختيار مسارات مختلفة مع الكثير من التحديات، وذلك من أجل التميز وإخراج قدراتك وترجمتها إلى إنجازات.

"عرب 48": كيف كانت البدايات مع مسارك بالبحث العلمي؟

وتد: أن تكون طبيبا متميزا لا بد أن تطرق الأبواب وتخوض تجربة البحث العلمي، فمنذ بداية الطريق ومنذ أول يوم في فترة التمرن بالطب سألت عن أفضل بروفيسور يمكن أن يكون مرشدا لي في مسيرتي الأكاديمية والانخراط بالبحث العلمي بما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية والروماتيزم، حيث تعرفت على البروفيسور أميتال والبروفيسور شينفيلد، وانطلقت بمسيرتي وتجارب البحث العلمي، وهذا الهدف الأول الذي حققته، بأن أكون مختصا بأمراض الروماتيزم، وواصلت نحو الهدف الثاني بالتميز كباحث على الصعيد العالمي.

"عرب 48": السر وراء تحقيق هذه الإنجازات، وما هي طموحاتك المستقبلية؟

وتد: بداية لا بد من تحديد الهدف، والمثابرة ومواصلة المسيرة رغم التحديات، وهذا بحاجة إلى عمل شاق وإلى عزيمة وإرادة نحو تحقيق الأهداف، والعمل المتواصل مع مرشد يؤمن بك، حيث يحتاج الإنسان إلى أن يؤمن بنفسه وبقدراته ويعلم أنه يستطيع الذهاب بعيدا.

خلال 10 سنوات كنت أقضي قرابة 20 ساعة بين التعليم والعمل والبحث العلمي، وساعات نومي اقتصرت على 4 ساعات فقط. مجال البحث العلمي مسيرة شاقة تواجهها الكثير من التحديات والعراقيل، مجرد أي خطأ بسيط من شأنه أن ينسف البحث وتعيد المحاولة من جديد.

وعليه، لا بد من التشاور مع المختصين والاستماع إلى نصائح وإرشادات الأطباء والزملاء، لأنه مهما وصلت إلى درجة من العلم والمعرفة، بالتأكيد قد لا تعرف بعض المعلومات.

لذا، يوميا أتواصل مع أي شخص يمكن أن يفيدني في مسيرتي العلمية والمهنية، فأنا أتعلم من أي إنسان مختص ومن أي باحث واستمع إلى آرائهم ونتبادل وجهات النظر، وهذا جزء مهم في مسيرة النجاحات والاكتشافات والابحاث.

وعليه، اتطلع لأكون مرجعا عالميا بأمراض الروماتيزم على الصعيد المهني والأكاديمي والاكتشافات، والأهم من ذلك اكتشاف علاجات لمنع تفاقم أمراض الروماتيزم، فهذه الدرجة العلمية التي نلتها، هي بداية المشوار وليست النهاية.

التعليقات